دعونا ننتقل الآن إلى محور أزمة الكرة البرازيلية أو ما تعانيه من مشاكل في الآونة الأخيرة، يعني دكتور سقراط ربما هذا محور كبير ورئيسي فالبرازيل كادت ألا تتأهل إلى كأس العالم في كوريا واليابان، برأيك لماذا هذا التراجع المستمر في مستوى المنتخب البرازيلي وفي الكرة البرازيلية بصفة عامة؟
سقراط: في هذه الأيام هناك عدة عناصر تتدخل في تصنيف منتخبنا في هذه الأيام، وربما هو السبب الأساسي يا اللي عرقل دخول منتخبنا بطولة كأس العالم، هو.. اللي هي المسألة الإدارية، من يقود حالياً كرة القدم البرازيلية، لا.. ليس لديه أية مؤهلات لقيادة.. وليس هو من أهل كرة القدم، وذلك ولو كأننا وضعنا طبيب جراح ليعمل مكان ميكانيكي بالإضافة إلى ذلك إن كافة الجهاز الإداري يعيش في عالم الفساد، المصالح الشخصية والاقتصادية هي التي تسيطر على مسألة كرة القدم وليست الكفاءة والرياضة.
في السنوات الأخيرة تم استخدام المنتخب البرازيلي لبيع اللاعبين البرازيليين، وليس لتقديم ما نملكه من نوعية جيدة في كرة القدم، هذا.. هذه فكرة عن واقعنا في البرازيل.
أيمن جاده: نعم، طبعاً نحن.. يعني ربما لدينا بعض هذه الفكرة، لكن نريد أن نعطي فكرة أكثر للمشاهدين، نريد أن نتعمق أكثر، هل يعني الشخص الذي تعنيه بكلامك هو رئيس الاتحاد (ريكاردو تكتشير)؟
سقراط: ليس فقط هو، وإنما جميع الأشخاص الموجودين في الإدارة، وفي هذا المستوى، بشكلٍ عام هناك أشخاص غير مؤهلين لإدارة كرة القدم البرازيلية، وبالتالي تكون النتيجة سلبية وغير متناسبة مع حقيقة كرة القدم البرازيلية، من لديه الإمكانية والكفاءة هو خارج عالم كرة القدم، هذا هو الواقع عندنا.
أيمن جاده: طيب يعني دكتور سقراط، ألم يتكرَّس هذا الواقع على مدى سنوات طويلة وليس وليد السنوات القليلة الماضية، يعني ربما منذ كان (هافيلانج) رئيساً لاتحاد الرياضة البرازيلي في الستينيات، ثم هو الذي جاء بتكتشيرا، واستمرت السلسلة؟
سقراط: لا أعتقد بأن هذا الموضوع هو خاص في البرازيل، المشكلة هي أن في البرازيل المسؤولين عن القرارات متمركزة في.. بيد أشخاص معينين، والمجتمع لا يتمكن بآليات لضبط هؤلاء الإداريين والسيطرة على أعمالهم، وكون البرازيل.. وكون البرازيل تتسع لأنواع عديدة من الرياضات وخاصة من كرة القدم البرازيلية، وهذا يجلب العديد من المشاكل والمسائل التي يجب معالجتها.
أيمن جاده: نعم، ربما يعني إحدى المشاكل هي كثرة المهاجرين من اللاعبين البرازيليين الذين زادوا عن 900 لاعب، هل نستطيع أن نقول أن هذا من ضمن نتائج الأزمة أو من أسبابها؟
سقراط: هذه نتيجة لسوء الإدارة، ربما كرة القدم البرازيلية هي التي.. هي محط أنظار العالم بأكمله، بدلاً من الاهتمام بكرة.. كرة القدم في البرازيل كان اهتمامهم في بيع اللاعبين إلى الخارج، وهذا ما يشابهه هو أنه عندي عقد مايكل أنجلو وأنا أقدم إنتاج غيره، إذا لم يكن لدينا مؤهلات إدارية للمحافظة على لاعبينا بدون شك سوف يغادرون البلاد.
أيمن جاده: طيب طبعاً هذا موضوع ربما شائك ويعني نريد أن نعطيه حقه من الحديث مع الاعتذار طبعاً عن بعض التأخير بسبب الأقمار الاصطناعية.
أيمن جاده: دكتور سقراط، كنا قد بدأنا نتحدث عن مشاكل الكرة البرازيلية أو أزمتها، وازدياد الهجرة من البرازيل، هل نستطيع أن نقول إن السبب الأساسي في ذلك هو الأحوال الاقتصادية، أو أن تردي هذه الأحوال الاقتصادية هو أحد أسباب الأزمة؟
سقراط: من ناحية.. من ناحية المعروفة جداً هو الموضوع الاقتصادي هو السبب الرئيسي لهذه المسألة، ولكن لو فكرنا قليلاً نحن نجد إنه بإمكاننا خلق إمكانيات أكثر مما نخلقها حالياً، ومن أجل ذلك نحن نحتاج إلى إداريين يفكرون فعلاً في مستقبل كرة القدم البرازيلية بدلاً من استيراد المنتوج الأوروبي، نحن بإمكاننا أن نصدر إلى أوروبا هذا المنتوج، وليس هذا صعب.
أيمن جاده: نعم يعني حسب رأي أحدهم يقول إن البرازيل تصدر كل شيء فلماذا لا تصدر لاعبين كرة القدم؟ وواضح أن الهجرة لم تعد تقتصر على النجوم الكبار المطلوبين، حتى القاصرين سمعنا عن قضية جوازات السفر المزورة، هل يعني أصبحت عملية رغبة عند كل اللاعبين في مغادرة البرازيل، أم أنه نوع من التجارة كما تقول؟
سقراط: في الحقيقة عندما تحول هذا العمل إلى صفقات تجارية وناجحة، بدأت صفقات مزيفة تظهر، ومن هذه النشاطات التي تكفل بكميات هائلة من الأموال هي تحويل اللاعبين إلى الخارج، كرة القدم البرازيلية حالياً تعيش في سبيل تصدير اللاعبين إلى أوروبا، وبهذه الفلسفة سوف تقع إمكانية كرة القدم عندنا.
أيمن جاده: ولكن يعني حسب بعض الآراء، أن بضاعة البرازيل في كرة القدم –إذا جاز التعبير- لم تعد مضمونة أو موثوقة كما كانت من قبل، سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين بسبب هذه الكثرة.
سقراط: أوافقك في هذا الرأي، وأعتقد بإنه بدأنا أن نخسر من هذه الإمكانيات بسبب نقص في الثقافة الرياضية عندنا، وبدأنا نخسر الصفة الأساسية هي صفة الإبداع في كرة القدم عندنا، وبذلك بدأنا أن نفقد هويتنا في كرة.. في لعب كرة القدم وفنها، وهذا ما أفقدنا تراثنا في كرة القدم. نحن لدينا إمكانيات أن نفعل أكثر من ذلك، ولكن مع الأسف نقدم صفات سيئة في كرة القدم.
أيمن جاده: نعم، طب يعني المنتقدون لأحوال الكرة البرازيلية يقولون إنها باتت مشوبة بالتلاعب في نتائج المباريات، بالابتزاز، بالاحتيال الضريبي، أنها باتت مؤسسة يعني مشبوهة، إلى أي مدى هذا الكلام يبدو صحيحاً؟ هل الصورة قاتمة على كل الأصعدة بهذه الطريقة؟
سقراط: الفساد هو موجود في كافة المستويات، والموضوع أصبح حالياً في يد القضاء الذي يعالج هذه المسألة، أو علينا أن نغير أسلوبنا وتصرفنا، أو سوف نفقد كل ما لدينا في كرة القدم، حتى يكون عندكم فكرة عن الموضوع، لاعب من المستوى الثاني والثالث عليه أن.. عليه أن يشارك في مرتبه إلى موظفين آخرين مثل المدير وغيره، ومع الأسف الموضوع في.. على هذا المستوى.
أيمن جاده: هل تقصد الملقبين (بالكارتولاس) أو أصحاب القبعات الكبيرة من مدراء وإداريي الأندية؟
سقراط: أتكلم بشكل عام على كافة المستويات وليس بشكل خاص، وإنما الموضوع هو عام.
أيمن جاده: نعم، يعني الحقيقة أننا لا نريد أن نعطي صورة قاتمة عن الكرة البرازيلية التي يحبها الناس خصوصاً في المنطقة العربية، رغم أن صحفياً رياضياً برازيلياً هو (جوه كالفوري) يقول أن الملاعب باتت شبه خالية، إن مصارعة الثيران تجتذب جمهور أكبر من الكرة، وأن النجم الأول في البرازيل هو لاعب التنس (جوستاف كورتن) وليس أحد لاعبي الكرة، يعني كيف برأيك يمكن أن يتغير هذا الواقع؟ كيف يمكن أن تعود كرة القدم البرازيلية إلى مكانتها المحببة؟
سقراط: في الحقيقة في البرازيل لم يزل.. لم تزل كرة القدم البرازيلية هي.. هي اللعبة المفضلة في البرازيل، ولكن نظراً للواقع الموجود حالياً بدأت الأنظار تتجه إلى أنواعٍ أخرى من الرياضة، ولكن وجود وجا في الساحة الحالية حالياً حقيقة هو مجرد حادث عرضي، لأنه لا يوجد عندنا تاريخي تقليدي في كرة التنس وإنما في.. في كرة القدم فقط، في الحقيقة هي.. هي اللعبة المفضلة في البرازيل ولعبة الشعب.. هي كرة القدم البرازيلية، أما الحكومة البرازيلية لا تتجاوب مع الشعب وهذه الرياضة.
أيمن جاده: نعم، يعني دراسة قامت بها مؤسسة (جيتوليو برجت) البرازيلية، تصف الكرة البرازيلية بعبارات يعني محبطة مثل افتقارها إلى الروح الاحترافية، مثل عدم التنظيم، مثل الافتقار إلى الزعامة، هل هذا أمر معقول في بلد قدم هافيلانج وقدم بيليه وقدم زيكو وسقراط؟
سقراط: هناك بعض المظاهر اللي هي عم تسبب هذه.. هذه الأزمة، ونحن ذكرنا منذ قليل بعضاً منها، وحقيقة نحن نحاول في البرازيل هنا أن نقدم (Football) وليس كرة القدم البرازيلية، سبب آخر هو نقص الكفاءة الإدارية لتقديم هؤلاء اللاعبين، المدربين الذين يعدون الأجيال الجديدة في كرة القدم لا يتمتعون بالكفاءات التي تخولهم بهذه المهمة، يتدخلون في تربية هذه الأجيال وبطريقة