فلأن الزعماء افتقدوا معنى الكرامة ...
لا يمكننا أن ننسى الملحمة والهجمة الجشعة على غزة في عام 2008 التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ،بإبادات جماعية شنها الجيش الصهيوني ،بالإضافة إلى تدمير منازل مواطنين عزل ،مع حصار دام سنين.ففي محاولة لفك الحصار من دول مختلفة رافضة للوضع وعلى رأسها تركيا ،لم يسلم أسطول الحرية من نيران بني صهيون الذي راح جرائها 9 ضحايا أتراك ،فلم تتأخر الإدارة التركية على تحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن القصف وما يجري في قطاع غزة ،فسارعت الإدارة التركية إلى تعليق الاتفاقيات العسكرية بينها وبين المحتل الغاشم وادانت الهجمة الهمجية وطلبت تبريرا لما جرى واعترافا من قيادة الجيش بعملتهم الشنيعة ،وبعد أيام قليلة صرح اردوغان تصريحا قال فيه" إن آهات أطفال غزة ونساء غزة لن تمر بدون حساب "،وفي الأيام هذه اتخذت تركيا قرار طرد السفير الإسرائيلي .
خطوة لم يقم بها اي رئيس عربي وعجزوا عنها الزعماء،وحتى التصريحات التي يصرحونها لم تعد سياسية وذات موقف سياسي قوي وثابت بل أطاحوا بها إلى أدنى مستوى لتكون في مستوى (أحاديث المقاهي) .فكيف يعقل أن قائد فلسطيني تجمعه علاقات تجارية مع صهيوني يساعدهم في بناء المستوطنات والسور الواقي ،وزعيم عربي سكن الصمت قلبه ،بل لا يحرك ساكنا أن يصرح تصريح يمتلك به الجدية...
فإن ما آل إليه الوضع العربي وغرقه في الفساد بجميع أشكاله والتخاذل مع عدو المسلمين والعرب ،والتآمر معه ضد من لا يريد الذل ويدافع عن وطنه.فلأن الزعماء إفتقدوا معنى الكرامة انخرطوا في مستنقعات قذرة ،لأن سلاطين بلادي تطبعوا مع الأعادي وأصابهم نجس المال ،ولأنهم لطخة عار على بلادي افتقدوا معنى الشهامة . بقلم الصحفي ثائر ناجي